الرئيسية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
اللهم صلِ على محمدٍ النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ،
أما بعد .
فقد قال الله تعالى (الكهف)(o 60 o)(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) قال ابن كثير : هو يوشع بن نون ا.هـ، و عليه اتفاق أهل العلم ، قال السعدي : وهو " يوشع بن نون " الذي نبأه الله بعد ذلك ا.هـ.
و روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لاَ يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ وَلاَ آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا، وَلَمَّا يَرْفَعْ سَقْفَهَا، وَلاَ آخَرُ قَدْ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ، وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلاَدَهَا فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ أَنْتِ مَأْمُورَةٌ، وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْتَبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا فَأَقْبَلَتْ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ فَقَالَ فِيكُمْ غُلُولٌ فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فَبَايَعُوهُ فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُك فَبَايَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ. قَالَ فَلَصِقَ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ مِنْكُمْ الْغُلُولُ أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ. فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ، وَهُوَ بِالصَّعِيدِ فَأَقْبَلَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لإِحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ رَأَى عَجْزَنَا وَضَعْفَنَا فَطَيَّبَهَا لَنَا}. و الشاهد من الحديث قوله نبي و هو يوشع بن نون أيضاً .
فنجد أن يوشع بن نون عليه السلام كان نبياً كريما أرسله الله لبني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام فقد صاحب موسى عليه السلام في صباه يخدمه و يتعلم عنه و يأخذ منه حتى نبأه الله من بعد موسى عليه السلام و كان الله قد أمر موسى عليه السلام أن يذهب هو و هارون أخوه إلى فرعون ليأخذ بني إسرائيل من مصر (الشعراء)(o 16 o)(فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(o 17 o)أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) فيدخل بهم الأرض المقدسة التى كتب الله لهم ة لم يكن هذا سوى محض فضل من الله و كرم (القصص)(o 5 o)(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) فقال الله لنا حكاية عن موقف موسى عليه السلام مع قومه ( المائدة ) (19) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) فنجد أن الله كان قد كتب لهم هذه الأرض و لكن لما وهنوا عاقبهم بالحرمان منها أربعين سنة ثم جاء من بعد موسى عليه السلام فتاه النبي الكريم يوشع بن نون عليه السلام و أمره الله أن يأخذ عباده و يدخل بهم الأرض المقدسة التى وعدهم إياها أيام موسى عليه السلام فوصل بهم كما مر بنا في الحديث وقت صلاة العصر ولما قاربت الشمس على المغيب كلمها و قال لها : انت مأمورة و أنا مأمور ثم دعا الله أن يحبسها عليهم حتى ينتهى من حربه مع هؤلاء الكفار عبدة الأوثان فحبسها الله عليه روى الإمام أحمد في مسنده عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِبَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " وتقبل الله منهم كما مر بالحديث لأن النار قد مزلت و أكلت الغنائم و كانت هذه علامة قبول الغزو و دخل مع المؤمنيين بيت المقدس .
قال الله (الأعراف)(o 128 o)(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) و قال أيضاً : (الأنبياء)(o 105 o)(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) و هذه قاعدة ثابتة و سنة متواترة من سنن الله في كونه أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ثم يوضح لنا ربنا أنهم من تحققوا بالعبودية الحقة فأصبحوا صالحين و هو المقصد الأصلي من خلق الله لعباده (الذاريات)(o 56 o)(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ؛ فالأرض ليست لقومٍ محددين نشأوا فوجودوا أنفسهم يعيشون عليها فظنوها حقاً مكتسباً خالصاً لهم دون غيرهم و نسوا أن الله الملِك سبحانه جعل الأرض لعباده أياً كانت جنسيتهم ؛ فمصرُ مثلاً ليست للمصريين و الشام ليست للشاميين و الصين ليست للصينيين إنما الأرض لله يرثها عباده المتقين سواء كانوا عرب أو عجم سكنوا البلاد أو كانوا أجانب عنها .
و إلا فيما كانت حروب أهل الإيمان مُذ هبط آدم عليه السلام على الأرض إلى يوم الناس هذا ؟
هل كانت إعتداءاً على حقوق قومٍ في بلادهم ؟! و فيما كانت غزوات الرسول و الفتوحات التى قام بها أصحابه من بعده ؟ و هل الحرب التى خاض غمارها يوشع بن نون عليه السلام مع أهل الأوثان و الكفران من الفلسطينين إحتلالاً كما سماها كاتبناً غفر الله له .
يقول فيصل أبو خضرا - و هو كاتب فلسطيني - في كتابه حرب الثلاثة آلاف عام ... من يوشع بن نون إلى ياسر عرفات
" و إذا نظرنا عبر الزمان كله ، لا يعود الدخول الفلسطيني إلى أريحا عام 1994 هو رد فقط على إحتلال الإسرائيليين لها عام 1967 على يد موشى ديان ، بل إنه أيضاً رد على إحتلال اليهود لها عام 1118 قبل الميلاد على يد يشوع بن نون ، أي قبل ثلاثة آلاف عام ! فالحرب قديمة بين الفلسطينيين و اليهود " قلت : سبحانك هذا بهتان عظيم .
تخيلوا يا إخواني إلى أين وصلت ضحالة الفكر و التغريب و الإنسياق الأعمى خلف المصطلحات اليهودية و القوميات التغريبية فصارت القضية بين فلسطينيين و يهود و لم يعد لها أي علاقة بين أهل الإيمان الكفران .
و في هذا أيضاً رد على كل جاهل متهوك يحاول أن يثبت حق شرعي بمجرد موقف تاريخي أو أي سند تاريخي فالتاريخ لا يُثبت حقوق فإن بعض البلاد التى هي من حق المسلمين اليوم كانت قبلاً حق للمسيحين من أتباع المسيح عليه السلام و كانت قبلهم لليهود من أتباع موسى عليه السلام و هكذا ؛ فإذا مثلاً بمصر هل هي من حق المسلمين اليوم لأنهم الأغلبية أم هي من حق النصارى فهم أصحاب البلاد قبلنا أم من حق اليهود فهم سكنوها قبلهم أم من حق الوثنيين قبل الجميع ؟!
ليست حقاً لأي من هؤلاء بل هي حق لمن أعطاهم الله إياها " عبادي الصالحون " أي حتى المسلمون ليست مصر من حقهم لأنهم الأغلبية بل لأنهم هم عباد الله الصالحون على هذه الأرض اليوم .
و لذلك خطَّأنا الجاهل الذي خرج علينا يوماً محاولاً أن يُثبت حق اليهود في القدس و مكان بناء المسجد الأقصى - حتى أذاعت إذاعة اليهود حلقته بالرغم من أنه دعي - داعية - مسلم مرتين - بسند تاريخي لأنهم سكنوها قبل المسلمين أو أن المسجد أقيم على أنقاض بيت أحد اليهود - بغض النظر عن صحة القصة من عدمه - فنقول له يا أغبى إخوته تفقه قبل أن تتفوه و تعلم قبل أن تتكلم .
اللهم ارزقنا حسن العلم و حسن العمل و حسن الفقه و حسن البلاغ
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
و الله تعالى الموفق ؛؛؛
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
اللهم صلِ على محمدٍ النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ،
أما بعد .
فقد قال الله تعالى (الكهف)(o 60 o)(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا) قال ابن كثير : هو يوشع بن نون ا.هـ، و عليه اتفاق أهل العلم ، قال السعدي : وهو " يوشع بن نون " الذي نبأه الله بعد ذلك ا.هـ.
و روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لاَ يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ وَلاَ آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا، وَلَمَّا يَرْفَعْ سَقْفَهَا، وَلاَ آخَرُ قَدْ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ، وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلاَدَهَا فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ أَنْتِ مَأْمُورَةٌ، وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْتَبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا فَأَقْبَلَتْ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ فَقَالَ فِيكُمْ غُلُولٌ فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فَبَايَعُوهُ فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُك فَبَايَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ. قَالَ فَلَصِقَ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ مِنْكُمْ الْغُلُولُ أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ. فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ، وَهُوَ بِالصَّعِيدِ فَأَقْبَلَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لإِحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ رَأَى عَجْزَنَا وَضَعْفَنَا فَطَيَّبَهَا لَنَا}. و الشاهد من الحديث قوله نبي و هو يوشع بن نون أيضاً .
فنجد أن يوشع بن نون عليه السلام كان نبياً كريما أرسله الله لبني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام فقد صاحب موسى عليه السلام في صباه يخدمه و يتعلم عنه و يأخذ منه حتى نبأه الله من بعد موسى عليه السلام و كان الله قد أمر موسى عليه السلام أن يذهب هو و هارون أخوه إلى فرعون ليأخذ بني إسرائيل من مصر (الشعراء)(o 16 o)(فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ(o 17 o)أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) فيدخل بهم الأرض المقدسة التى كتب الله لهم ة لم يكن هذا سوى محض فضل من الله و كرم (القصص)(o 5 o)(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) فقال الله لنا حكاية عن موقف موسى عليه السلام مع قومه ( المائدة ) (19) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) فنجد أن الله كان قد كتب لهم هذه الأرض و لكن لما وهنوا عاقبهم بالحرمان منها أربعين سنة ثم جاء من بعد موسى عليه السلام فتاه النبي الكريم يوشع بن نون عليه السلام و أمره الله أن يأخذ عباده و يدخل بهم الأرض المقدسة التى وعدهم إياها أيام موسى عليه السلام فوصل بهم كما مر بنا في الحديث وقت صلاة العصر ولما قاربت الشمس على المغيب كلمها و قال لها : انت مأمورة و أنا مأمور ثم دعا الله أن يحبسها عليهم حتى ينتهى من حربه مع هؤلاء الكفار عبدة الأوثان فحبسها الله عليه روى الإمام أحمد في مسنده عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِبَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " وتقبل الله منهم كما مر بالحديث لأن النار قد مزلت و أكلت الغنائم و كانت هذه علامة قبول الغزو و دخل مع المؤمنيين بيت المقدس .
قال الله (الأعراف)(o 128 o)(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) و قال أيضاً : (الأنبياء)(o 105 o)(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) و هذه قاعدة ثابتة و سنة متواترة من سنن الله في كونه أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ثم يوضح لنا ربنا أنهم من تحققوا بالعبودية الحقة فأصبحوا صالحين و هو المقصد الأصلي من خلق الله لعباده (الذاريات)(o 56 o)(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ؛ فالأرض ليست لقومٍ محددين نشأوا فوجودوا أنفسهم يعيشون عليها فظنوها حقاً مكتسباً خالصاً لهم دون غيرهم و نسوا أن الله الملِك سبحانه جعل الأرض لعباده أياً كانت جنسيتهم ؛ فمصرُ مثلاً ليست للمصريين و الشام ليست للشاميين و الصين ليست للصينيين إنما الأرض لله يرثها عباده المتقين سواء كانوا عرب أو عجم سكنوا البلاد أو كانوا أجانب عنها .
و إلا فيما كانت حروب أهل الإيمان مُذ هبط آدم عليه السلام على الأرض إلى يوم الناس هذا ؟
هل كانت إعتداءاً على حقوق قومٍ في بلادهم ؟! و فيما كانت غزوات الرسول و الفتوحات التى قام بها أصحابه من بعده ؟ و هل الحرب التى خاض غمارها يوشع بن نون عليه السلام مع أهل الأوثان و الكفران من الفلسطينين إحتلالاً كما سماها كاتبناً غفر الله له .
يقول فيصل أبو خضرا - و هو كاتب فلسطيني - في كتابه حرب الثلاثة آلاف عام ... من يوشع بن نون إلى ياسر عرفات
" و إذا نظرنا عبر الزمان كله ، لا يعود الدخول الفلسطيني إلى أريحا عام 1994 هو رد فقط على إحتلال الإسرائيليين لها عام 1967 على يد موشى ديان ، بل إنه أيضاً رد على إحتلال اليهود لها عام 1118 قبل الميلاد على يد يشوع بن نون ، أي قبل ثلاثة آلاف عام ! فالحرب قديمة بين الفلسطينيين و اليهود " قلت : سبحانك هذا بهتان عظيم .
تخيلوا يا إخواني إلى أين وصلت ضحالة الفكر و التغريب و الإنسياق الأعمى خلف المصطلحات اليهودية و القوميات التغريبية فصارت القضية بين فلسطينيين و يهود و لم يعد لها أي علاقة بين أهل الإيمان الكفران .
و في هذا أيضاً رد على كل جاهل متهوك يحاول أن يثبت حق شرعي بمجرد موقف تاريخي أو أي سند تاريخي فالتاريخ لا يُثبت حقوق فإن بعض البلاد التى هي من حق المسلمين اليوم كانت قبلاً حق للمسيحين من أتباع المسيح عليه السلام و كانت قبلهم لليهود من أتباع موسى عليه السلام و هكذا ؛ فإذا مثلاً بمصر هل هي من حق المسلمين اليوم لأنهم الأغلبية أم هي من حق النصارى فهم أصحاب البلاد قبلنا أم من حق اليهود فهم سكنوها قبلهم أم من حق الوثنيين قبل الجميع ؟!
ليست حقاً لأي من هؤلاء بل هي حق لمن أعطاهم الله إياها " عبادي الصالحون " أي حتى المسلمون ليست مصر من حقهم لأنهم الأغلبية بل لأنهم هم عباد الله الصالحون على هذه الأرض اليوم .
و لذلك خطَّأنا الجاهل الذي خرج علينا يوماً محاولاً أن يُثبت حق اليهود في القدس و مكان بناء المسجد الأقصى - حتى أذاعت إذاعة اليهود حلقته بالرغم من أنه دعي - داعية - مسلم مرتين - بسند تاريخي لأنهم سكنوها قبل المسلمين أو أن المسجد أقيم على أنقاض بيت أحد اليهود - بغض النظر عن صحة القصة من عدمه - فنقول له يا أغبى إخوته تفقه قبل أن تتفوه و تعلم قبل أن تتكلم .
اللهم ارزقنا حسن العلم و حسن العمل و حسن الفقه و حسن البلاغ
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك
و الله تعالى الموفق ؛؛؛
منقول للعلم
