الرئيسية
تاريخ بداية الشعر الشعبي في جميع المجالات
نشأته:
يعتبر ابن خلدون المؤرخ العربي الشهير أول من ذكر الشعر الشعبي تحت اسم الشعرالبدوي
وذلك في عام 808هـ فقد اورد عدة نصوص شعرية في مقدمته نسب بعضها الى شعراء
بني هلال , واقدم نص يروونه من الشعر الشعبي على لسان عليا محبوبة ابو زيد الهلالي
في القرن السابع ارسلته اليه وهو في المغرب يقاتل البربر ومنه:
تقول فتاة الحي عليا مثايل ........ ولايقال مثلها في الحي قايل
يالله ان تهيي لي طروش لاجلهم ........ يسيرون مابين الصخر والقوايل
وذلك كماورد في مقدمة ابن خلدون حيث يعزي هذا النص الى القرن السابع الهجري وكذلك من أقدم
القصائد المشابهه لشعر بني هلال قصائد تنسب للشاعر حعيثن اليزيدي وكان ذلك تقريبا في القرن التاسع
وفي اواخر القرن الثامن الهجري والقرن التاسع الهجري قد اصيب الشعر الشعبي القديم بما اصيب
سلفه الشعر الجاهلي الفصيح من انتشار الأميه بين الناس واعتمادهم على الراوية والحفظ والذاكرة
وكما أن أدباء الحاضره كانو يستهجنونه فضاع منه الشيء الكثير وكذلك من أقدم من دونت اشعارهم
راشد الخلاوي وأبو حمزه العامري من أهل الأحساء وقطن بن قطن من عمان ورميزان وجبربن سيار
من أهل سدير وهؤلاء عاشوا القرنين العاشر والحادي عشر الهجري وكانوا ينظمون الشعر على أوزان
الشعر الفصيح وتفاعليه الى أن جاء شاعر الحريق محسن الهزاني فجدد في الشعر الشعبي وأدخل الأوزان
المسماه (السامري) ذات القافيتين لكل شطر قافيه حتى آخر قصيده , ثم تلاه ذلك ابن لعبون فنهج على منواله
وكان أكثر اطلاعا على الأدب الفصيح .
تدوينه في الكتب :
اول كتاب ضم الشعر الشعبي هو ديوان قاسم بن ثاني الذي جمعة أصحاب السمو آل ثاني عام 1328هـ
ثم تلاهم الأديب محمد الفرج في جمع شعر الشاعر الكبير المبدع عبدالله الفرج وطبع هذا الديوان في الهند
عام 1328هـ , ثم أصدر كتاب " ديوان النبط " في كتابين ضما اعظم الشعراء , وفي عام 1372هـ ظهر
أضخم مؤلف جامع في الشعر الشعبي حتى يومنا هذا على يد الأستاذ عبدالله خالد الحاتم " خيار مايلتقط
من شعراء النبط" في مجلدين , ومن جاءت مؤلفات الشيخ عبدالله بن خمبس من عام1378هـ -1415هـ
ومنها : الأدب الشعبي في جزيرة العرب , راشد الخلاوي , من أحاديث السمر , الشوارد, انه شعبي لابدوي
ولانبطي, ندوة الجامعه وشعراء الرد , وغيرها , وفي عام 1388هـ ظهر كتاب الأمير محمد السديري تحت
عنوان " ابطال من الصحراء"وكذلك لاننسى كتابا عبدالله محمد بن رداس الأول في عام1396هـ تحت مسمى
" شاعرات من الباديه" وكان الأول من نوعه والكتاب الثاني تحت عنوان " شعراء من البادية" في عام
1398هـوفي عام1401هـ جاء كتاب حمد السعيد بإطلاله جميله على الشعر الشعبي تحت عنوان " الشعر -
النبطي .أصوله -فنونه – تطوره" , وفي هذه الفتره ظهر العديد من الكتب لست بصدد حصرها بل يكفينا
ذكر البديات من كل مجال .
تدوينه في الصحافه:
يعد محمد بن بركي من الرواد المؤسسين لصحافة الأدب الشعبي في صفحة "الباديه والزراعه" في جريدة
البلادعام 1383هـ , والرائد محمد دخيل العصيمي الذي عاصر رواد الصحافه امثال الشيخ عبدالله بن
خميس وعلامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر واستقراره محررا لصفحة " نواوير شعبية " في جريدة
اليوم وكانت بديات الصفحات الشعبيه وتعتبر من أقدمها في جريدة عكاظ وذلك في الثمانينات الهجريه عن
طريق صفحه للشعر والخواطر يشرف عليها الكاتب المعروف عبدالله الجفري إلا أنها لاتحمل هوية الصفحه
الشعبية بالكامل ولتكون الصفحة الشعبية الأولى في عكاظ من تأسيس سعد الثوعي الغامدي وذلك في بداية
التسعينات وكذلك تجربة المحرر الشاعر الناقد راشد جعيثن في مجلة اليمامه عام 1397هـ تعتبرتجربه ثرية
كانت تمثل قفزه نوعيه في مجال النقد , وكذلك لاننسى تجربة الشاعر عبدالله الثميري في عام1398هـ في
جريدةالجزيره من خلال صفحات "تراث الجزيره الشعبي" واستمر حتى عام 1406هـ وتوفي بعدها بعام وكان
أدبيا جيدا يمتلك حسا نقديا جرئيا واستطاع يستقطب أسماء كبيره مثل الأستاذ فهد العريفي الذي كان ينشر
تحت اسم فهد الحايلي وكذلك الأستاذ راشد الحمدان وغيرهما كثير وكان يحرص على الموروث القديم من
خلال زاوية "من السحاره" وينوع في الطرح " المثل- المقال- القصه – الدراسه النقديه" , وظهرت أول
صفحه شعبية في جريدة البلاد عام 1400هـ تحت اشراف عبدالله زهير الشمراني تحت عنوان " البلاد
النبطية " وكانت تصدر يوم الجمعه واستمر في الإشراف حتى عام 1408هـ , وجاءت جريدة المدينه
متأخره عن زميلاتها , واسس الشاعر والإعلامي الحميدي الحربي أول صفحه للشعر الشعبي في عام
1402هـ ولكن لم يستمر طويلا وانتقل الى جريدة الجزيره وتوفقت تلك الصفحه الى ان جاء الشاعر مهدي
عبار العنزي عام 1408ه بعد ما غادر صفحته "الذاكره الشعبية " في جريدة عكاظ وبدأ في صفحته
الشعبيه الجديده في جريدة المدينه تحت عنوان " أزهار أدبيه" وكذلك ظهرت في جريدة المدينه اول صفحه
شعبيه تهتم بشعر المحاوره عام 1416هـ تحت اسم تضاريس وهي صفحه يوميه ولكن في يوم الخميس تكون
الصفحة الشعبية تختص بالمحاورة وهي تحت اشراف الصحفي عبدالله الفارسي رئيس القسم الشعبي في
جريدة المدينه حاليا, وجاءت أول صفحة للأدب الشعبي في جريدة الرياضية مع بداية انطلاقتها عام 1408
هـ بإشراف عابد الحربي تحت مسمى "منوعة وشعر".
ساهمت المجلات في اظهار الأدب الشعبي مؤ خرا بعد أن ظهرت مجلات شعبية مختصه في هذا
المجال وتعتبر مجلة الغدير الكويتية هي الرائده وذلك لأنها أول مجلة شعبيه تظهر على الساحة في عام
1989هـ وكان رئيس التحرير خلف الحربي وصدرت منها تسعة اعداد ولكنها توقفت وفي نفس السنه
صدرت مجلة المختلف بعد سبعة اشهر من صدور مجلة الغدير وكان رئيس التحرير الاعلامي ناصر السبيعي
واستمرت هذه المجلة واثرت الساحة الشعبية بالشيء الكثير ومن ثم ظهرت من السعودية مجلة فواصل
منافسا قوي لمجلة المختلف وذلك في عام 1994هـ ومن ثم توالت المجلات الشعبية ولست بصدد حصرها.
الإذاعة والتلفزيون:
أول برنامج شعبي ظهر في الخليج في 1371هـ تحت اسم " ركن البادية " يقدمه سعود الجمران من تقديم
إذاعة الكويت ,وفي عام 1377هـ ظهر أول برنامج شعبي في المملكه العربية السعودية تحت اسم "من
البادية "يقدمه مطلق مخلد الذيابي وكان لمدة عشر دقائق ومحمدبن شلاح المطيري رحمه الله من الشعراء المشاركين في هذا البرنامج
المشاركين في هذا البرنامج وتطور زمن البرنامج حتى اصبح ساعه كامله وفي عام 1388هـ اسندت لإبن
شلاح مهمة اعداد وتقديم البرنامج وذلك بشهادة من مطلق الذيابي وكل ذلك كان في إذاعة الرياض, وفي
نفس العام ظهر أول برنامج شعبي على التلفزيون السعودي تحت عنوان "من مضارب البادية" وايضا من
تقديم الشاعر والإعلامي محمدبن شلاح المطيري.
معارضوه :
يعتبر الأديب الراحل يحى المعلمي من أبرز من عارضوا وجود الشعر الشعبي الى جانب اللغة
العربية وعاب على الصحف والمجلات هذا الأهتمام بالشعر الشعبي مؤكدا ان هذا النوع من
الشعر هو تكريس لمفهوم العامية التي قد لاتفهم وإن فهمت فهي بأضيق الحدود وكذلك
يعتبر الدكتور مرزوق بن تنباك احد المعارضين لهذا النوع من الشعر وكان ذلك واضحا من
خلال كتابه " الفصحى ونظرية الفكر العامي" الذي قسى فيه كثيرا على أهل العامية وذلك
كان في عام 1986هـ وحصل فيه على جائزة المكتب العربي لدول الخليج في حقل اللغة
العربية وآدابها..
