قصيدة (الشاعرية)
الجواهري
إذا خـانـــتــك مـوهــبـةٌ فـحــقُ
ســـبـــيــل العــيــشِ وَعْرٌ لا يُشَقُ
وما ســهــلٌ حــياةُأخـــي شــــعـــورٍ
مـن الــوجــدان ينبضُ فـــيه عـرقُ
أحلـــَّـتْــهُ وداعــتـه مــحــيطاً
حـمـــتـــه جــــوارحٌ لــلــصـــيــــد زُرقُ
تــفــيــض وضـاحـةً والعـيـش غِشٌ
ســــلاحـك فــيه أن يـــعلوك رَنقُ
وتـحـــمـلُ ما يــجـــلُ مــن الــرزايا
قُــواك وقد تــــخــورُ لما يَدِقُ
وقد تـــقـــســــو ظروفٌ مُحوِجاتٌ
علـــيـك وأنت وَهـمُ بما ظنوا مُحِقُ
قــلــيـــلٌ عــــاذروك عـــلى انقـباضِ
أحـــــب الــنـاس عــــنــد الناس طَلْقُ
ووجهٌ تـقــطـرُ الأحـزان مـــنه
علـــى الـخـلـطــاء مَــحـــمِــلهُ يـشِـقٌ
شـريــكُــكَ في مــزاجك من تُصافي
له شِـــقٌ وطــوعُ يـــديــك شِـــقُ
وقــبــلاً قـال ذا أدبٍ ظــــريـفٍ
قِــرى الأضــيـــاف قـــبــل الزاد خُلقُ
وعــذرُك أنـت آلام ثِـــقـالٌ
لــهــنَّ بــعـــيــشـــــةِ الأدبـــاء لَــصْـقُ
أحـــقُ الــنـــاس بــالـتــلـطــيفِ يغدو
وكــل حـــيــاتـــه عَــنَـــتٌ وزَهْـــقُ
تـســـيــر بــك العــواطـــفُ لـلـمنايا
وعـــاطـــفـــةٌ تـســوءُ الظُـفـرَ حُـمْـقُّ
وحتـــى في الســـكـوتِ يُــرادُ حزمٌ
وحـــتـى فـــي الــســـلام يُـــراد حـــذقُ
يريــد الــنــاسُ أوضــاعـاً كــــثاراً
وفيـــك لـمــا يُـــريـــد الــنـاس خَرقُ
خـــضـوع الفــرد للطـــبــقـات فــرضٌ
وقـاســـيــةٌ عــقـوبــةُ مـــن يَـــعِــقُ
نســـيــجٌ مـــن روابــــطَ مــحــكــمــاتٍ
شـــذوذُ العـبــقرية فــيـــه فَــتْقُ
وعـــنــدكَ قـــوةُ الــتــعــبــيـر عما
تُـــحـــسُّ ومــيــزةُ الشُـــعــراء نُطقُ
حــيــاتــك أن تــقـول ولو لــهـاثاً
وحُــكـــمٌ بــالســكـوتِ عليك شَنقُ
فـــمـا تدري أتُـــطـلق من عنان الـ
قــريـحــةِ أم تُــسِــفُ فــتُـســـتَــرق
غـريبٌ عــــالم الشـــعـراءِ تقســـو
ظــروفـــهـم وألــســـنـــهــــم تَـرِقُّ
كـــبـعـض الناس هم فإذا استُثِروا
فبــيــنـهـم وبـيـن الــنـاس فــرقُ
شــذوذ الــنـاس مُـــخـــتــلــق ولكنْ
شـذوذ الشـــاعــــر الفـنـان خَـــلْـقُ
وإن تـــعــجــب فـمـن لَــبِــقٍ أريـــبٍ
عــلـيه تـــســـاويا سَـــطْـــحٌ وعُمق
تــضـــيق بــه المــســـالــك وهـــو حُــرٌّ
ويُـعــوِزُهُ التــــقلــب وهــــو ذَلْقُ
وســر الــشـاعـــريـة فـــي دمـــاغٍ
ذكــــيٍ وهـو فـــي الـتــدبــيــر خَــرْقُ
تـــخـــبـــط فــي بــســـائــطــهِ وحَــــلَّت
عــــلى يـــــده مــــــن الأفـكـار غُلقُ
مـــشــاهـــيرٌ ومــا طَلَبوا اشـــتهاراً
مـــشـــتْ بُــــردٌ بـهـم وأُثِــيـرَ برقُ
ومـرمــوقــون مـــن بُـــعـدٍ وقُــــربٍ
لـهــم أُفــــقٌ ولـــلـقــمـريـــن أُفْــقُ.